أخلاق

بالتعاون نبني مجتمعاتنا ونحقق طموحاتنا

بقلم/ عمار القدسي – دكتوراه علوم حاسوب


الحمد لله وكفى وصلاة وسلاماً على عباده الذين اصطفى وبعد: 

الإنسان بطبعه ذو إمكانيات محدودة و قدرات بسيطة لذا لا يستطيع مواجهة الصعوبات منفرداً، ولا يستطيع تغطية كل احتياجاته والوصول إلى اهدافه العالية وإرضاء طموحه الكبير إلا إذا جمع مع جهده وقدرته جهود وقدرات من حوله، ولذا كان تكامل الناس وتعاونهم سبب العلو والرفعة والنجاح. 

بل إن الناظر الى الطيور والحيوانات سيجد أنها أيضا تعتمد التعاون فيما بينها لتبلغ هدفها وتنجز واجباتها، فتلك قرى النمل لولا تعاونها فيما بينها لهلكت واندثرت، ويستحيل أن تبني النحل مملكتها إلا بالتعاون ، وكذلك الطيور والحيوانات لا تسير إلا جماعات منتظمة تتعاون بينها للحفاظ على حياتها. 

إن الله خلّد ذكر نملة في القرآن لتعاونها وإحساسها بمجتمعها والمسئولية الملقاة على عاتقها "قالت نملة يا أيها النمل .." فالنمل بهذا التعاون يعيش ويستمر. 

إني رأيت نملة ***في حيرة بين الجبـال 

لم تستطع حمل الطعام ***وحدها فوق الرمال 

نادت على أخت لها***تعينها فالحمل مال 

لم يستطـعا حمله *** تذكرا قولاً يقـال 

تعاونوا جميعكم ***فالخير يأتي بالوصـال 

نادت على إخوانها *** جاءوا جميعا بالحبال 

جروا معاً طعامهم *** لم يعرفوا شيئا محال 

هذه سنة الله في خلقه جعل بعضهم في حاجة بعض" أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ" فـ: 

الناسُ للناس من بدوٍ وحاضرةٍ *** بعضٌ لبعض وان لم يشعروا خدمُ 

والتعاون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان في مهنة أهله يرقع ثوبه ويخصف نعله ويشارك في بناء المسجد وحفر الخندق ويعين المكروب وذا الحاجة وقد وصفته أُم المؤمنين خديجة رضي الله عنها فقالت: "والله لا يخزيك الله أبداً؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق" وكان صلى الله عليه وسلم يشجع المجتمع على التعاون: " من نفّس عن مؤمنة كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ..." 

"ما أحوج المسلمين اليوم إلى التعاون على البر والتقوى وقد تداعت عليهم الأمم وتكالبت عليهم قوى الشر من كل جانب ما أحوجهم إلى التعارف والتآلف وإزالة الأحقاد ودفع الفساد عن مجتمعهم ما أحوجهم إلى التعاون على تربية أولادهم ونسائهم وإصلاح بيوتهم ومجتمعهم وإخراج أهل الشر من بينهم وتنقية مجتمعهم من عناصر الفساد والإفساد" ولله در من قال: 

كونوا جميعاً يا بني إذا اعترى***خطبٌ ولا تتفرقوا آحادا 

تأبى القداح إذا اجتمعن تكسراً ***وإذا افترقن تكسرت أفرادا 

وما أحوجنا كطلاب في غربة بعيدين عن ديارنا منقطعين للعلم والتعلم إلى الإستفادة من بعضنا والتعاون فيما بيننا على الخير والبر وأداء الواجبات وتشارك المعلومات وتبادل الخبرات والتفاعل في الأنشطة والفعاليات من أجل تحقيق الغاية والهدف والوصول الى مرضاة الله سبحانه " وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق