علوم - معامل التأثير الأعلى للمجلات العلمية


معامل التأثير الأعلى في المجلات و البحوث العلمية

 كتب/ نظمي جازم القباطي  دكتوراه علوم حاسوب 

تعتبر المقاييس العالمية في تقييم الأوراق البحثية ذات أهمية خصوصا في الآونة الأخيرة؛ نظراً للتسارع المتزايد و المنافسة الكبيرة في مجال البحث العلمي، و تختلف درجات التقييم للمجلات العلمية من مجال إلى أخر، حيث نلاحظ وجود مجلات علمية ذات تقييم عالي جدا قد يصل إلى 40 نقطة وأخرى تصل إلى 0.01 نقطة. ونقصد بالنقطة هنا  قوة المجلة العلمية وبصياغة أخرى يطلق عليها معامل التأثير الأعلى (High impact factor) . هذا التباين في النقاط يحصل بسبب عاملين رئيسين. الأول: بسبب قيمة وجودة الأوراق العلمية المنشورة في أحدى المجلات. فكلما كانت الأوراق البحثية عالية الجودة؛ فإنها تشكل مرجع لكثير من الأوراق البحثية الأخرى. والعامل الثاني في التباين بسبب عدد المجلات العلمية في مجال ما، وغالبا ما تكون قيمة معامل التأثير كبيرة عندما يكون عدد المجلات العلمية قليلة في مجال محدد، فمثلا المجلات العلمية التي تنشر أرواق البحث الطبية قليلة جداً؛ لهذا فإن الأبحاث الجديدة يكون معظم مراجعها من تلك المجلات الطبية النادرة وبالتالي تزداد نقاط التقييم لهذا النوع من المجلات. أما بالنسبة للمجلات العلمية المنتشرة بكثرة مثل تلك المتخصصة في مجال تقنية ونظم المعلومات على سبيل المثال، تتشتت فيها الأوراق العلمية وهذا يعني تعدد مصادر المراجع العلمية، وهذا بدوره يقلل من انفراد مجلة علمية منها بأعلى تقييم. لذلك يجد البحث في هذه المجالات صعوبة في الحصول على تقييم عالي للأوراق البحثية المنشورة في تلك المجلات.

إذن ما هو  معامل التأثير الأعلى (High impact factor)؟ وكيف تحصل عليه بعض المجلات العلمية؟ إن معامل التأثير الأعلى هو مقياس يشير إلى معدل عدد الاقتباسات المرجعية أو الإستشهادات المرجعية (Citations) للأوراق العلمية التي نشرت في هذه المجلة في زمن معين ( في العادة يكون الزمن هو سنتين إلى ثلاث سنوات). وكلما ارتفع هذه العامل المؤثر، فإنه يشير إلى مدى أهمية وقيمة الأوراق العلمية المنشورة في تلك المجلة. دعونا الآن نفهم ما هي الصيغة الرياضية التي من خلالها تُقيم هذه المجلات؟ الصيغة الرياضية الأتية توضح كيف يتم احتساب معامل التأثير الأعلى لسنة معينة في أي مجلة علمية:

ق= عدد الأوراق العلمية المنشورة في سنتين سابقتين مثلاً ( 2010 و 2011)

ش= إجمالي عدد الإستشهادات المرجعية من الأوراق العلمية المنشورة في هذه المجلة في السنوات 2010 و 2011

بالتالي يكون المعمل المؤثر الأعلى لسنة 2012 لهذه المجلة = ق / ش

ومؤخرا، لم يقتصر معامل التأثير الأعلى على المجلات العلمية بل أصبح هناك مؤشرات أخرى تشير إلى مدى الإنتاجية للفرد (الباحث) أو مؤسسة علمية أو مجموعة باحثين. وهذه المؤشرات هي  h-index و g-index.

حيث أن h-index مؤشر اقترحه البروفسور الفيزيائي Jorge E. Hirsch  ليُظهر معامل التأثير الأعلى لإنتاجية باحث ما أو مؤسسة أو مجموعة باحثين لكل ورقة بحث علمي.  فعلا سبيل المثال إذا كان الباحث (أشرف) حصل على تقييم (3: h-index ) من أصل (10) بحوثات، فهذا يخبرنا أن أشرف لدية ثلاثة بحوثات وكل بحث حصل على ثلاثة أوأكثر من الإستشهادات المرجعية ، أما السبعة البحوثات الأخرى ( 10- 3 = 7) فحصلت على إستشهادات لا تزيد عن 3. وتأتي فائدة  h-index بأنها تغطي القصور في high impact factor الذي لا يوضح بدقه ما الأوراق البحثية الموجودة  فيها والتي حصلت على أعلى الإستشهادات.

أما g-index والذي اقترحه Leo Egghe فهو ناتج من عملية أرقام تراكمية للإستشهادات. و ينتهج المؤشر g-index  نفس مبدأ h-index و لكنه يختلف بان h-index لا يخبرنا بدقه عن المتوسط لمجموعة الأوراق العلمية  لباحث ما، و التي حصلت على أعلى إستشهادات. في المثال السابق للباحث (أشرف) إذا كانت الورقة الأولى حصلت على 1000 استشهاد، و الثانية على 240 استشهاد و الثالثة حصلت على 3 استشهادات، فسوف يشير h-index فقط إلى الأوراق العلمية الثلاثة على أنها حصلت كل منها على 3 أو أكثر من الإستشهادات ولن يوضح كمية الإستشهادات للورقة العلمية الأولى أو الثانية. بينما g-index يخبرنا بان مجموعة أعلى الأوراق العلمية (g) لباحث ما  حصلت مجتمعة مع بعض على g^2  أو أكثر  من الإستشهادات من بين البحوث جميعها. فمثلا إذا كان الباحث (أشرف) لدية 1000 بحث ومجموع الإستشهادات من أبحاثة وصلت إلى  240 أو أكثر ، و كان مؤشر (10:h-index) و مؤشر (116:g-index) فهذا يعني أن مجموعة من أبحاث أشرف التي حصلت على 10 إستشهادات و أكثر هي 10 أرواق علمية، و أن متوسط أعلى إستشهادات وصل إلى 116. وبشكل عام، فان g-index يعطي رقم أكبر أو يساوي للقيمة التي يعطيها  h-index.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق