تنمية بشرية


الابتعاث و الارتقاء بالعقول

ابراهيم سيلان العبيدي – دكتوراه هندسة اتصالات



(إذا أردت أن تزرع لسنة فازرع قمحاً، وإذا أردت أن تزرع لسنوات فازرع شجرة، وإذا أردت أن تزرع إلى الأبد فازرع عقولاً).. 

إن تجربة الابتعاث خارج حدود الوطن تفتح للمرء آفاقا أكبر من مجرد الارتقاء العلمي؛ حيث ان الاحتكاك بالمجتمعات الأخرى يمنح أحدنا الفرصة بأن يغير سلوكه وأفكاره خارج الإطار الضيق الذي كان يعيش فيه. فالابتعاث لا يقتضي الحصول على الشهادات العلمية فقط؛ بل هناك تجربة مهمة ورئيسية يجب على كل طالب أن يغتنمها وهي مسؤولية المبتعثين في تغيير أفكار المجتمع، ودورهم في توطين الحداثة والتنوير والتغيير إلى الأفضل، إذ أن الوطن ينتظر الحصاد من المبتعثين كسفراء لوطنهم يتوجب عليهم نشر الثقافة التي تعكس الثقافة اليمنية بثوابتها ومتغيراتها، علاوة على ذلك على كل طالب مسؤولية تغيير المفاهيم السيئة السائدة في المجتمع اليمني كالثقافة السلبية والهروب من المسؤولية الإجتماعية وذلك عند عودته من الابتعاث. 

من السلبيات لبعض المبتعثين هو السفر والعودة بنفس الفكر والسلوك الذي غادر به من أرض الوطن ومن الملاحظ أن المبتعثين العائدين من بعض الدول العربية اكتسبوا مهارات وثقافة كبيرة في مجالات عدة مقارنة بالعائدين من أي دول اخري مثل ماليزيا أو ألمانيا وذلك يرجع في المقام الأول الى صعوبة اندماج المبتعثين مع تلك الثقافات. وهنا ترجع المسؤولية للطالب لكسر هذه الصعوبات ليجعل من نفسه ليس جسراً لنقل العلم والمعرفه الى أرض الوطن فحسب؛ بل أيضاً جسراً لنقل الإيجابيات السلوكية والإجتماعيه التي نفتقدها من احترام الوقت والنظام والإعتماد على الذات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق